الخيانة في العلاقة الزوجية، ليست بالصورة النمطية المعتادة التي دائما نتصورها، في موقع سعادتي ستشرح لنا الخبيرة النفسية نجوى أبو عيد حكيم، كيف تحدث الخيانة بين الزوجين.
الخيانة في العلاقة الزوجية
لا يهم مدى حبك لشريكك، أو مدى إخلاصك له، أو عدد المرات التي تمارس فيها الجنس معه، أو مقدار العاطفة والحميمية العاطفية بينكما – فهذا لن يمنعه إذا قرر خداعك. .
كما اكتشف الباحثون من جامعة ولاية كاليفورنيا (الولايات المتحدة الأمريكية)، كل هذه الظروف لها تأثير ضئيل فقط على احتمالية الخيانة الزوجية: بغض النظر عن مدى روعة العلاقة بينكما، بغض النظر عن مدى الانسجام الذي يسود في الزوجين، كل هذا ليس كذلك قادر على منع شريكك من الخيانة الزوجية إذا سمح لنفسه داخليًا بالقيام بذلك. يتخذ الإنسان قراراً بالتغيير دون وعي، تحت تأثير الدوافع والمواقف الداخلية – درجة الالتزام بعلاقتك، الاستقرار الأخلاقي في مواجهة الإغراءات، وما إلى ذلك.
تتناقض مثل هذه النتائج مع الأفكار المقبولة عمومًا والتي تقول إن الناس يدفعون إلى الغش بسبب الافتقار إلى الحب والجنس والعاطفة والحميمية في العلاقات.
قام علماء النفس، الذين نُشرت مقالتهم في مجلة Deviant Behavior، بتحليل نتائج دراسة استقصائية شملت ما يقرب من ألفي شخص متزوجين أو في علاقات رومانسية مستقرة. تم سؤال المشاركين في الاستطلاع عن خيانتهم، وكيف يعتقدون أن شريكهم يخونهم، وعن الحب والعاطفة والحميمية العاطفية والتفاني والمسؤولية في العلاقات.
ونتيجة لذلك، اتضح أن العامل الرئيسي الذي يمكن أن يمنع الشخص من الغش هو مستوى عال من التفاني في العلاقة الحالية. بالمقارنة مع أولئك الذين لا يهتمون كثيرًا بالبقاء في العلاقة، فإن الأشخاص المنخرطين بشكل كبير في العلاقة هم أقل عرضة للغش بنسبة 78٪. جميع العوامل الأخرى – تواتر ونوعية الجنس، ودرجة العلاقة الحميمة العاطفية – ليست ذات أهمية خاصة في هذه الحالة.
“أنت تحب إنساناً، أعطه كل ما يريد، لكن هذا لن يمنعه من الخيانة. يؤكد الباحثون أن البقاء مخلصًا أم لا هو قرار شخصي بحت.
كيف تحدث الخيانة عادة؟
في بعض الحالات الخيانة الزوجية تحدث بسبب العوامل التالية:
- مشاكل في التواصل: عندما لا يكون هناك تواصل فعال بين الزوجين، قد يشعر أحد الطرفين بالإهمال أو عدم التقدير، مما قد يدفعه إلى البحث عن الاهتمام في مكان آخر.
- الاحتياجات العاطفية: قد يشعر أحد الزوجين بالحاجة إلى مشاعر الحب والاهتمام التي لا يحصل عليها في العلاقة الحالية، مما يجعله يبحث عن هذه المشاعر في علاقة أخرى.
- الملل أو الروتين: الروتين اليومي أو الملل في العلاقة يمكن أن يجعل أحد الزوجين يشعر بعدم الرضا، وقد يتجه إلى البحث عن تجارب جديدة خارج العلاقة.
- فقدان الثقة: إذا كان هناك مشاكل في الثقة أو أحداث سابقة أثرت على العلاقة، قد يشعر أحد الطرفين بأن الخيانة هي وسيلة للرد أو التعبير عن غضبه.
- تأثيرات اجتماعية وثقافية: بعض الأفراد قد يتأثرون بالعوامل الاجتماعية أو الثقافية التي تعزز أو تبرر الخيانة، مما قد يؤثر على تصرفاتهم.
- مؤثرات نفسية: المشكلات النفسية مثل ضعف تقدير الذات أو البحث عن الإثارة قد تلعب دورًا في دفع الأفراد إلى الخيانة.
دور مواقع التواصل الاجتماعي في الخيانة
تقول الخبيرة النفسية إن مواقع التواصل الاجتماعي قد ساهمت في زيادة حالات الخيانة بطرق متعددة. هناك عدة أسباب تجعل من هذه المنصات عاملاً مؤثراً في هذا السياق:
- سهولة التواصل: توفر مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة سهلة وسريعة للتواصل مع الآخرين. هذا يسهل على الأشخاص بناء علاقات جديدة أو استعادة التواصل مع معارف قديمة، مما قد يؤدي إلى حدوث خيانة.
- الإغراءات المستمرة: توفر هذه المنصات بيئة مليئة بالصور والمشاركات التي قد تثير اهتماماً أو مشاعر من نوع مختلف، مما قد يؤدي إلى الانجذاب لشخصيات جديدة أو دخول في علاقات غير مناسبة.
- الخصوصية الزائفة: قد يشعر بعض الأفراد بالراحة عند التفاعل عبر الإنترنت بسبب الإحساس بالخصوصية أو التستر، مما يمكن أن يؤدي إلى تصرفات غير مسؤولة مثل الخيانة.
- المقارنات المستمرة: تعرض مواقع التواصل الاجتماعي الأفراد لمقارنات دائمة مع الآخرين، مما قد يزيد من عدم الرضا أو الاستياء في العلاقات القائمة ويشجع البعض على البحث عن بدائل.
- إغراءات اجتماعية: يمكن أن تسهم التفاعلات عبر الإنترنت في خلق فرص جديدة للقاء أشخاص آخرين، مما يزيد من احتمالية الخيانة في العلاقات التي تعاني من ضعف التواصل أو التفاهم.
كيف يمكن تجنب الخيانة الزوجية؟
يمكن تجنب الخيانة الزوجية بين الطرفين إذا حرصت الزوجة والزوج على بعض الأمور التالية:
- التواصل الفعّال: الحفاظ على تواصل مفتوح وصادق مع الشريك هو الأساس في أي علاقة ناجحة. تأكد من مناقشة مشاعرك واحتياجاتك بانتظام وكن مستمعًا جيدًا لمشاعر الشريك.
- تحديد التوقعات: تحدثا عن توقعاتكما وأهدافكما في العلاقة لضمان التفاهم والتوافق. معرفة ما يتوقعه كل طرف يمكن أن يساعد في تجنب سوء الفهم والمشاكل.
- الاهتمام بالعلاقة: استثمر وقتًا وجهدًا في تحسين العلاقة من خلال القيام بأنشطة مشتركة، وتجديد الرومانسية، والعمل على تعزيز العلاقة العاطفية والجسدية.
- حل المشكلات بشكل صحي: تعلم كيفية التعامل مع الخلافات بطرق بناءة. تجنب الإهانة أو الهجوم الشخصي، وابحث عن حلول تتفق عليها بدلاً من ترك المشكلات تتفاقم.
- الاحتفاظ بالثقة: الثقة هي حجر الأساس في أي علاقة. العمل على بناء وتعزيز الثقة بين الطرفين يعزز الالتزام ويقلل من فرص حدوث الخيانة.
- التقدير والاحترام: أظهر التقدير والاحترام للشريك بشكل منتظم. الشعور بالتقدير يمكن أن يعزز الارتباط العاطفي ويقلل من الحاجة للبحث عن الاهتمام في مكان آخر.
- ممارسة الوعي الذاتي: كن واعيًا لاحتياجاتك ومشاعرك الخاصة وكيفية تأثيرها على العلاقة. إذا كنت تشعر بعدم الرضا أو الإحباط، تحدث مع الشريك بدلاً من البحث عن العزاء في مكان آخر.
- طلب المساعدة عند الحاجة: إذا كنت تواجه صعوبات في العلاقة، لا تتردد في طلب المساعدة من معالج علاقات زوجية أو مستشار. يمكن أن يساعد المحترف في توجيهك نحو حلول فعالة.
- الالتزام بالقيم: حافظ على قيمك الشخصية والأخلاقية في جميع الأوقات. الوعي بقيمك قد يساعدك في اتخاذ قرارات صحيحة ويدعم الالتزام بالعلاقة.
- الاعتراف بالخطأ: إذا حدثت مشاكل أو أخطاء في العلاقة، اعترف بها وتعامل معها بصراحة. الاعتراف بالخطأ والعمل على تصحيحه يعزز من قوة العلاقة ويساعد في تفادي مشكلات أكبر.
عقوبة الخيانة في الإسلام
في الإسلام، تُعتبر الخيانة الزوجية عملاً خطيرًا ومحرَّمًا، ويُنظر إليها كأمر يضر بالعلاقة الزوجية ويخل بالتزامات الزواج. هناك العديد من النصوص الشرعية التي تشير إلى حكم الخيانة الزوجية، وبيان ذلك يشمل:
- التحذير من الزنا: يُعد الزنا محرمًا في الإسلام ويُعتبر من الكبائر. في القرآن الكريم، هناك العديد من الآيات التي تحذر من الزنا وتبين عقوبته، مثل قوله تعالى: “وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا” (سورة الإسراء، 32). ويُعتبر الزنا خيانة للعهد الزوجي والتزاماته.
- الوفاء بالعهد: يُشدد على أهمية الوفاء بالعهد في الإسلام، ويعتبر الزواج من أهم العهود التي يتم الوفاء بها. قال الله تعالى في سورة البقرة، الآية 187: “هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ”. هذا يشير إلى العلاقة الوثيقة والتزام كل طرف تجاه الآخر.
- العقوبات في الشريعة: في حالة إثبات الزنا، فإن الشريعة الإسلامية تفرض عقوبات معينة، منها الجلد للزاني غير المتزوج والرجم للزاني المتزوج. ومع ذلك، يجب أن يتم تطبيق هذه العقوبات وفقًا للضوابط الشرعية والقانونية، وبعد تحقيق شروط محددة.
- التوبة والاعتراف: يُشجع في الإسلام على التوبة الصادقة والاعتراف بالذنب. من يرتكب الخيانة الزوجية يمكنه التوبة والرجوع إلى الله، وعليه أن يسعى لإصلاح الأمور مع الشريك.
- الردع والإصلاح: يُنظر إلى الخيانة الزوجية على أنها مشكلة خطيرة تتطلب معالجة. يُشجع على السعي للإصلاح والتعامل مع المشكلات في العلاقة الزوجية بطريقة بناءة.