يقدم لنا الدكتور مصطفى محمود 5 أسرار للزواج للناجح، ويذكر أسباب دوام الزواج، وما هي أسباب الطلاق والمشاكل الزوجية في حياتنا المعاصرة.
تعريف الزواج السعيد
إن الزواج الذي يسمونه الزواج السعيد، هو الزواج الذي يدوم فيه الوداد والمودة وتنتظم فيه العلاقة بين الزوجين في نظام هادئ.. لكن قد يفتر هذا الشعور ويقل الانجذاب وينطفئ وهج الحب من قلب الاثنين…ما السر في ذلك؟
فتور العلاقة الزوجية
السر في كيمياء الأعصاب، إن أعصابنا مصنوعة بطريقة خاصة تحس بلحظات الانتقال ولا تحس بالاستمرار.
حينما تفتح الشباك فجأة وتسمع دوشة وضجيج الشارع تملأ أذنيك ثم تخف الدوشة شيئا فشيا حينما يستمر صخبها في أذنيك.
وحينما تركب الأسانسير تشعر به في لحظة تحركه وفي لحظة توقفه أما في الدقيقة الطويلة بين اللحظتين فأنت لا تشعر به لإن حركته تكون مستمرة، وحينما تنتظر للشمس لأول مرة تغشى عينيك ولكنك حينما تتعود عليها تبحلق فيها دون أن تتأثر..
وحينما تعيش متمتعا بصحة مستمرة لا تحس بهذه الصحة. ولا تتذكرها إلا حينما تمرض، وحينما تدخل السجن تفقد وزنك في الشهر الأول لأنك تحس بالفارق بين هواء الحرية وهواء الزنزانة ثم تتعود على الزنزانة فتفقد إحساسك بضيقها وتبدأ تأكل بشهية وتسمن.. إن الدوام قاتل الشعور لأن أعصابنا عاجزة بطبيعتها عن الإحساس بالمنبهات التي تدوم
نحن مصنعون من الفناء ولا ندرك الأشياء إلا في لحظة فنائها نشعر بثروتنا حينما تفر من يدنا ونشعر بصحتنا حينما نخسرها ونشعر بحبنا حينما نفقده..
فإذا دام شيء في يدنا فإننا نفقد الإحساس به
كيف تحافظ الزوجة على زوجها وتجعل حبه يدوم؟
لا توجد إلا وسيلة واحدة في حياتنا المعاصرة أن تتغير وتتحول كل يوم إلى امرأة جديدة ولا تعطي نفسها لزوجها للنهاية، تهرب من يده في اللحظة التي يظن أنه استحوذ عليها وتنام كالكتكوت في حضنه في اللحظة التي يظن أنه فقدها، وتفاجئه بألوان من العاطفة والاقبال والإدبار لا يتوقعها، وتحيط نفسها بجو متغير وتبدل ديكور البيت وتفصيله وألوان الطعام وتقديمها.
على الزوجة أن تكون غانية لتحتفظ بقلب زوجها شابا مشتعلا..
وعلى الزوج أن يكون فنانا ليحتفظ بحب زوجته ملتهبا متجددا عليه أن يكون جديدا في لبسه وفي كلامه وفي غزله وأن يغير النكتة التي يقولها آخر الليل، والطريقة التي يقضي بها إجازة الأسبوع ويحتفظ بمفاجأة غير متوقعة ليفاجئ بها زوجته كل لحظة.
ظروف الزواج زمان واليوم
وزمان كانت الزوجة تتطوع بالرضا بالزوج على أنه قسمه ونصيب وتحبه كما تحب أمر الله وكان الزوج يتزوج ليعيش وكان الزواج ينجح لأنه مدعم بإرادة إلهية وأقوى من الحب وأقوى من السعادة وأقوى من كل شيء، كانت الزوجة تحب زوجها طيبا وتحبه مجرما وتحبه مريضا وتحبه صحيحا وكان حبها في الحقيقة تدينا وعقيدة أكثر منه حبا.
أما الآن فالزوجة تقرأ الصحف وتدخل السينما وتشاهد مسلسلات تركية وأجنبية وترى غراميات متواصلة ورومانسيات متنوعة
ولينجح الزواج لابد أن يكون الزوج بهلوانا والزوجة بهلوانة ليضع الاثنان الشطه على فطيرة الحب كل يوم، وبالطبع الزواج الآن ألذ من زمان ولكنه متعب وتزداد مشاكله الكثيرة.
وأنا أفضل اليوم زواجا أستريح فيه على زواج أتشقلب فيه كل يوم لأحرك أعصاب زوجتي وأحافظ على حبها وأجدد شهيتها نحوي.
5 أسرار الزواج الناجح للدكتور مصطفى محمود
السر الأول:
على الزوجة والزوج أن يفهم كل واحد منهما أنهما أمام “قلب إنساني” وليس آلة، تطلب منها ما تشاء، “القلب الإنساني” هو بحر من المشاعر والأحاسيس، والزوج الذي يعبر عن مشاعره لزوجته أو الزوجة التي تعترف لزوجها بحبها، هذه السلوكات اليومية هي مفتاح سحر لدوام الزواج.
السر الثاني:
لا تنظر لجارك أو تقارن علاقتك بأحد من الناس، أكبر خطأ يقع بين الزوجين، المقارنة، وكل علاقة تعتمد المقارنة بين الجيران أو الناس عموما مصيرها الفشل، أنت وزوجك شخصان مختلفان، يجب أن يكون هذا المبدأ عندك كل زوجين، في مرة شخص حكى لي ” أن زوجته طلبت منه استبدال مكان السكن، مع إن عملها قريب من المنزل، وعمل الزوج أيضا، ولما استفسترها عن السبب قالت “عشان سناء صاحبتي اشترت شقة في العمارة الفلانية ودي حته أحلى وسناء وزوجها بيشكروا فيها” طيب إنت وزوجك ما علاقتكم بما يعجب سناء وزوجها..؟؟
مشكلة الناس اليوم مرض المقارنة وذي مشكلة تولد الحسد والغيرة وأخيرا الطلاق
السر الثالث:
الاتفاق والسرية في العلاقة بين الزوجين، نجاح العلاقة ودوام السعادة بين الزوجين مقرونة بالسرية والخصوصية، وللأسف بعض الأزواج حياتهم أصبحت على المكشوف” يعني أسرارهم كلها في الشارع”، وفي حياتنا المعاصر أصبحت وسائل التكنولوجيا مثل الهاتف ونقل الأخبار وووو كل هذه الأسباب نتيجتها محسومة الطلاق.
الزوج والزوجة الذكية لا يقدمان معلومات عن حياتهما الخاصة حتى للعائلة
السر الرابع:
الواحد في الدنيا أولا بيسأل نفسه لماذا تزوجت فلانة أو الزوجة لماذا تزوجت بفلان؟ السؤال قد يبدو ساذجا ولكن الحقيقة هي أن الله رزقك بفلان وبفلانة، وأنت مسؤول وزوجتك مسؤولة والهدف من العلاقة الزوجية في الأخير أن تكون معبر وطريق للجنة، فإذا لم يكن هذا هدف العلاقة الزوجية وإنجاب الأبناء فعلى أي أساس تتزوج؟ فالسر هنا أن يكون زواجك من أجل الجنة فقط! وليس مجرد رغبة شهوانية عابرة.
السر الخامس:
الصبر، في الحقيقة كان يجب أن أبدأ بهذا الأصل في البداية، لأن أصل كل حاجة في الوجود مبنية على الاستمرار يكون الصبر هو العمود أو المسمار الذي يثبت “الزعزعة” أو الحركة الطائشة، الفكرة أن الصبر ليس معناه كتمان الكراهية، ولكن يكون كما ذكرنا سابقا أن تتعامل مع “قلب إنساني” متغير وحساس، وتدرك أن الصبر على هذا التغيير مع تقديم تنازلات هو عبادة روحية وهبة ربانية، الإنسان قادر على توظيف هذه “الهبة الربانية” ونعمة”الصبر” لتجاوز مشقات وتعب الحياة. وذا حقيقة الذي جعلني أذكر الصبر في النهاية.