يتحدث الدكتور والأخصائي النفسي طوني صوما اليوم عن العلاقات السامة والمسيئة بين الزوجين وكيف نبني علاقة قوية بعيدا عن التدخلات العائلية الخطيرة التي تؤدي عادة إلى الطلاق.
العلاقة السامة والمسيئة
في السنوات الأخيرة، تم استخدام كلمتي “سامة” و”مسيئة” في كثير من الأحيان في الثقافة الشعبية ووسائل الإعلام حتى أصبحتا شائعتين. هذا هو الاسم الذي يطلق على أي سلوك يبدو غير سار للآخرين، أو أي علاقة معقدة إلى حد ما. إن مثل هذا الاستخدام للمصطلحات يؤدي إلى طمس المعاني الحقيقية لهذه الكلمات وطمسها ويمثل ظاهرة خطيرة وضارة حقًا، لأن كلتا الظاهرتين يُنظر إليهما بالفعل على أنهما شيء عادي وغير مهم.
ما هي العلاقة السامة
هذا نوع من السلوك والتواصل بين الزوجين يجعل أحد الشريكين أو كليهما غير سعيد. غالبًا ما تنطوي العلاقات السامة على التلاعب، وعدم احترام الحدود الشخصية، والأضرار العاطفية والنفسية. قد يقلل أحد الشريكين باستمرار من إنجازات الآخر، مما يؤدي إلى انخفاض تقديره لذاته، وعدم احترام مشاعره واحتياجاته، ووضع مصالحه ورغباته في المقام الأول. ولكن في حين أن العلاقات السامة مختلة ومدمرة، إلا أنها لا تزال تفتقر إلى العنف العلني.
كيف تختلف العلاقات السامة عن العلاقات المسيئة؟
عندما نتحدث عن السلوك المسيء، فإننا نتحدث عن محاولة متعمدة وخبيثة للسيطرة و/أو السيطرة و/أو التسبب في ضرر جسدي أو عاطفي أو نفسي لشخص آخر. لمن هو في موقف أضعف أو تابع أو تابع.
بالطبع، معرفة ما إذا كنت في علاقة سامة أو مسيئة يمكن أن يكون أمرًا شخصيًا إلى حد ما، ويتأثر بالتصورات الفردية والأعراف الثقافية – فما يبدو أنه إساءة لشخص ما قد لا يكون كذلك لشخص آخر.
ولكن، مع ذلك، هناك خصائص مقبولة بشكل عام تجعل من الممكن التمييز بين السلوك السام في العلاقات (النقد المستمر، وتعطيل التواصل، وأشكال مختلفة من التلاعب) والسلوك المسيء حقًا (الاعتداء أو التهديد بإيذاء جسدي، والتلاعب العاطفي الخطير، والعنف القسري والعنف). السيطرة الكاملة، العنف في حالة محاولة الضحية المغادرة).
من المهم أن تتذكر أن السلوك السام والمسيء ضار جدًا.
تظهر الأبحاث أن العلاقات لا يجب أن تنطوي على العنف لتسبب أضرارًا جسيمة ودائمة. نقطة أخرى مهمة هي أن نفهم أن السلوك السام والمسيء يسيران جنبًا إلى جنب، ويمكن أن يؤدي الأول إلى الأخير، خاصة إذا أفلت الشريك السام من العقاب. عادة ما يحدث هذا التحول تدريجيًا، وقد يكون من الصعب على الضحية داخل العلاقة فهم خطورة الموقف.
كيف تنتج العلاقات السامة والمسيئة بين الزوجين؟
غالبا في الحالات التي نتعامل معها وتخضع للرعاية النفسية، نجد أن العلاقة الزوجية تتأثر بتدخل العائلة، سواء عائلة الزوج أو عائلة الزوجة، وهنا نذكر مثلا بعض هذه التأثيرات السلبية خصوصا:
تأثيرات سلبية للعائلة على الزوجين
- التدخل والضغط:
- التدخل في العلاقة: التدخل المفرط من أفراد العائلة في الشؤون الشخصية للزوجين يمكن أن يسبب توترًا في العلاقة.
- الضغط للتوافق: قد يشعر الزوجان بالضغط لتلبية توقعات أو رغبات أفراد العائلة، مما قد يؤدي إلى صراعات.
- تأثيرات على الخصوصية:
- انتهاك الخصوصية: التدخل في شؤون الزوجين الخاصة يمكن أن يؤثر على مستوى الخصوصية والراحة في العلاقة.
- الإفصاح غير الضروري: مشاركة الأمور الشخصية مع أفراد العائلة قد تؤدي إلى شعور بعدم الأمان أو التوتر.
- التأثيرات على التفاهم والاتفاق:
- الاختلافات الثقافية أو العائلية: يمكن أن تنشأ صراعات نتيجة للاختلافات في القيم والعادات بين عائلتي الزوجين.
- التوقعات المختلفة: توقعات العائلة بشأن أدوار الزوجين أو التزاماتهم يمكن أن تتسبب في صراعات داخل العلاقة.
- التأثير على العلاقات الاجتماعية:
- الصراعات العائلية: المشكلات بين العائلات الممتدة يمكن أن تؤثر على العلاقة بين الزوجين وتسبب توترات.
- الاختلافات الشخصية: قد يؤثر عدم توافق أفراد العائلة مع شريك الحياة على العلاقة بين الزوجين.
كيفية التعامل مع التأثيرات
- التواصل المفتوح:
- الحديث بصراحة: التحدث بصراحة مع شريك الحياة حول تأثيرات العائلة يمكن أن يساعد في فهم المشكلات والعمل على حلول مشتركة.
- وضع حدود: تحديد حدود واضحة للتدخل العائلي يمكن أن يساعد في الحفاظ على خصوصية العلاقة.
- الدعم المتبادل:
- دعم شريك الحياة: تقديم الدعم لشريك الحياة في التعامل مع أفراد العائلة يمكن أن يعزز العلاقة ويقلل من الضغوط.
- الاستفادة من النصائح: استخدام النصائح والتوجيه من أفراد العائلة بشكل إيجابي وملائم.
- إدارة التوقعات:
- توقعات واقعية: تحديد وتوضيح التوقعات مع أفراد العائلة بشأن العلاقة والالتزامات يمكن أن يساعد في تقليل النزاعات.
- المرونة: التكيف مع التغيرات والتحديات التي قد تطرأ نتيجة لتأثيرات العائلة.
- الاستقلالية:
- إبقاء التوازن: الحفاظ على استقلالية الزوجين كزوجين واتخاذ القرارات بناءً على احتياجاتهم الخاصة يمكن أن يساعد في الحفاظ على صحة العلاقة.
هل استقلالية الزوجين مهمة؟
استقلال الزوجين عن العائلة مهم لعدة أسباب، حيث يساعد في بناء علاقة قوية ومستقرة بين الزوجين وتعزيز جودة حياتهما المشتركة. هنا سأذكر لماذا يُعتبر الاستقلال عن العائلة أمرًا مهمًا وكيف يمكن تحقيقه بشكل إيجابي:
أسباب أهمية استقلال الزوجين عن العائلة
- تعزيز العلاقة الزوجية:
- بناء هوية مشتركة: استقلال الزوجين يسمح لهما بتطوير هوية وعلاقات خاصة بهما بعيداً عن تدخل العائلات، مما يقوي الروابط بينهما.
- اتخاذ القرارات: يمكن للزوجين اتخاذ قرارات حول حياتهما بشكل مستقل، مما يعزز التفاهم والتعاون بينهما.
- تحقيق الخصوصية:
- حماية الخصوصية: الاستقلال يسمح للزوجين بالاحتفاظ بخصوصيتهما وتجنب تدخلات غير مرغوب فيها من أفراد العائلة.
- إدارة الحياة الشخصية: يمكن للزوجين إدارة حياتهم اليومية ومشاكلهم الشخصية دون ضغط خارجي.
- تقليل النزاعات:
- تجنب التوتر: التقليل من تأثير العائلات يمكن أن يقلل من النزاعات والضغوطات الناجمة عن تدخلات العائلة.
- حل المشكلات: يساعد الاستقلال الزوجين على حل مشكلاتهما بشكل مباشر وفعّال دون تدخل خارجي.
- تعزيز النمو الشخصي:
- تطوير الذات: يتيح الاستقلال للزوجين فرصة النمو الشخصي وتطوير مهاراتهما واستقلالهما المالي والعاطفي.
- بناء الثقة بالنفس: القدرة على اتخاذ قرارات مستقلة تعزز من ثقة الزوجين في قدراتهما.
- توفير بيئة مستقرة للأطفال:
- نمذجة السلوك: يمكن للزوجين أن يقدموا نموذجًا إيجابيًا للأطفال حول كيفية التعامل مع القضايا والتحديات بشكل مستقل.
- حماية الأسرة: الاستقلال يمكن أن يوفر بيئة أكثر استقرارًا للأطفال بعيدًا عن تدخلات عائلية قد تسبب التوتر.
السكن بعيدا عن العائلة؟
رغم أن السكن بعيدا عن العائلة قد يخلق فجوة اجتماعية وقلق نفسي عند البعض، لكن يبقى حلا فعالا في حالات التي يجد فيها الزوجين تدخل “مفرط” من قبل العائلة في خصوصياتهما، هنا سأركز وأعيد بعض الأمور:
- تعزيز الاستقلالية:
- بناء هوية مستقلة: يتيح السكن بعيداً عن العائلة للزوجين فرصة بناء هويتهما المستقلة وتطوير نمط حياة خاص بهما.
- اتخاذ القرارات: يمكن للزوجين اتخاذ قرارات بشأن حياتهما اليومية وتنظيم شؤونهما الشخصية دون تدخل خارجي.
- تحسين الخصوصية:
- حماية الخصوصية: السكن بعيداً يوفر للزوجين مزيداً من الخصوصية والحرية في إدارة حياتهما اليومية.
- تجنب التدخلات: يمكن تجنب التدخلات والضغوطات المحتملة من أفراد العائلة.
- تقليل النزاعات العائلية:
- تخفيف التوتر: يخفف السكن بعيداً من التوتر الناتج عن النزاعات العائلية أو تدخلات غير مرغوب فيها.
- حل المشكلات بشكل مستقل: يمكن للزوجين حل مشكلاتهما الخاصة بشكل أكثر هدوءاً واستقلالية.
- تعزيز النمو الشخصي والعائلي:
- تطوير المهارات: يعزز السكن بعيداً من فرص تطوير مهارات جديدة في إدارة المنزل والحياة اليومية.
- بناء علاقة أقوى: قد يؤدي الابتعاد عن العائلة إلى تعزيز العلاقة بين الزوجين من خلال الاعتماد المتبادل.
- توفير بيئة هادئة ومستقرة للأطفال:
- توفير استقرار: يمكن أن يوفر السكن بعيداً بيئة أكثر استقراراً للأطفال، بعيداً عن التوترات العائلية المحتملة.
سلبيات السكن بعيداً عن العائلة
- العزلة الاجتماعية:
- قلة الدعم الاجتماعي: قد يشعر الزوجان بالعزلة في حال عدم وجود شبكة دعم اجتماعي قريبة، مما قد يؤثر على الدعم العاطفي والعملي.
- الافتقار إلى المساعدة العائلية: يمكن أن يفتقر الزوجان إلى المساعدة العملية التي قد تقدمها العائلة في حالات الطوارئ أو عند الحاجة.
- الصعوبات في التواصل:
- البعد الجغرافي: قد يؤدي البعد الجغرافي إلى صعوبة في زيارة العائلة بانتظام أو الحفاظ على الروابط القوية.
- الإحساس بالانفصال: يمكن أن يشعر الزوجان بالإحساس بالانفصال أو بعد عن العائلة، خاصة في المناسبات العائلية والأوقات الصعبة.
يمكن تجاوز هذه العزلة عن طريق الأمور التالية:
- بناء شبكة دعم اجتماعي:
- الانخراط في المجتمع: المشاركة في الأنشطة المحلية أو الانضمام إلى مجموعات دعم يمكن أن يعزز من شبكة الدعم الاجتماعية.
- التواصل مع الأصدقاء: الحفاظ على علاقات قوية مع الأصدقاء يمكن أن يوفر دعماً إضافياً.
- تواصل منتظم مع العائلة:
- الاتصال المنتظم: استخدام التكنولوجيا مثل المكالمات الفيديو والرسائل النصية للحفاظ على التواصل المنتظم مع العائلة.
- الزيارة عند الإمكان: تنظيم الزيارات إلى العائلة بانتظام للحفاظ على الروابط القوية.
- إدارة الشؤون اليومية بفعالية:
- تنظيم الوقت: وضع جدول زمني لتنظيم الشؤون اليومية والمهام المنزلية لتخفيف الضغوطات.
- توزيع المسؤوليات: توزيع المسؤوليات بين الزوجين بوضوح لضمان إدارة الشؤون العملية بشكل فعّال.